سوريون في محافظة القنيطرة يتأهبون لمغادرة منزلهم أمس قبل سيطرة النظام السوري عليها. (أ ف ب)
سوريون في محافظة القنيطرة يتأهبون لمغادرة منزلهم أمس قبل سيطرة النظام السوري عليها. (أ ف ب)
-A +A
عبدالله الغضوي (إسطنبول) okaz_online@
بدأت ملامح الصراع الروسي الإيراني في سورية تتضح إثر التصريحات الأمريكية حول ضرورة خروج الميليشيات الإيرانية بالكامل من سورية، فيما تطور التنسيق الروسي الأمريكي حول العديد من الملفات خصوصا بعد قمة هلسنكي الأخيرة.

ووصف مراقبون العلاقة الروسية الإيرانية في سورية بأنها تجاوزت الصراع إلى حد الخلاف بين الطرفين حول تحديد مناطق النفوذ وتقاسم سورية في ظل الحديث عن حل سياسي وتسويات إقليمية ودولية.


وكشف محلل سياسي روسي - فضل عدم الكشف عن اسمه- لـ «عكاظ»، أن إيران تخطط اليوم لإنشاء قاعدة عسكرية ضخمة في طرطوس على غرار قاعدة حميميم العسكرية الروسية في اللاذقية، مشيرا إلى أن إيران تبحث عن موقع متقدم لميليشياتها وقواتها العسكرية على ساحل البحر المتوسط، إلا أن ثمة اعتراضات روسية على المساعي الإيرانية لإنشاء هذه القاعدة.

وأكد المحلل أن الخلاف الأكبر ما بين الطرفين سيكون على سورية ما بعد الحرب، مبينا أن السؤال الكبير الذي ينتظر الإيرانيين ماذا تفعل كل هذه الميليشيات بعد انتهاء الحرب، مضيفا أن مشاريع إعادة الإعمار أيضا والديون الإيرانية التي ترتبت على النظام ستكون إحدى القضايا الخلافية بين النظام وروسيا وإيران.

في هذا السياق، كشف مصدر مسؤول في المعارضة السورية لـ «عكاظ» أن روسيا تعمل على عقود إعادة الإعمار في الغوطة الشرقية، مشيرا إلى أن الضابط الروسي الذي ترأس المفاوضات مع فصائل المعارضة في الغوطة في مايو (أيار) الماضي، أبلغ الفصائل أن شركات روسية تابعة لوزارة الدفاع الروسية ستتولى إعادة الإعمار الأمر الذي أثار امتعاض الإيرانيين، خصوصا وأن الغوطة كانت من حصة إيران وفق تفاهمات 2016 مع النظام السوري.

ولا تخفي إيران قلقها من الانفراد الروسي بسورية، إذ عبر مسؤولون إيرانيون الشهر الماضي عن مخاوفهم من طعنة روسية في الظهر - على حد وصفهم- وتفاهم روسي أمريكي في سورية على حساب إيران.

من جهة ثانية، علمت «عكاظ» من مصادر متطابقة أن الحرس الثوري الإيراني كثف الشهر الجاري من قواته وميليشياته في سورية، مؤكدا أن إيران في صدد إرسال المزيد من قواتها العسكرية إلى سورية.

وقالت مصادر مطلعة لـ «عكاظ» إن إيران كثفت من إرسال مقاتليها إلى الشرق السوري في الآونة الأخيرة، خصوصا بعد الحديث الأمريكي عن احتمال انسحاب القوات الأمريكية من شرقي الفرات، ما دفع إيران إلى رفع عدد مقاتليها غربي الفرات تحسبا لأي عملية فراغ في المنطقة.